التسويق الدولي

مقدمة:

يقوم أصحاب المشاريع والشركات بتبني استراتيجيات عديدة بكافة الأشكال؛ من أجل تطوير أعمالها وتنميتها، والوصول إلى شرائح وفئات مختلفة من الجمهور والمستهلكين والعملاء، وتشمل هذه الاستراتيجيات استخدام أساليب مختلفة في التسويق؛ نظراً لما يشهده العالم من تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الجديدة، وخاصة بعد ظهور التكتلات الاقتصادية، والمنافسة الدولية، وانتشار الشركات المتعددة الجنسيات، والأدوار الجديدة للمنظمات العالمية،…. إلخ، وظهرت أيضاً في هذه الفترة ثورة التكنولوجيا السريعة التي تمثلت في التطوّر السريع، ويُعدّ (التسويق الدولي) من أهم الاستراتيجيات لمواكبة هذه التطورات.

التسويق الدولي International marketing :

يقصد بالتسويق الدولي مجموعة الأنشطة التسويقية التي تهدف إلى نشر وتسويق وترويج منتجات أو خدمات الشركة بشكل دولي وخارج حدود الدولة الواحدة التي تنشط فيها الشركة، أي بيع المنتجات أو الخدمات للفئات من الناس في دول مختلفة وبشكل عابر للحدود.

الشركات الضخمة والتي تعمل على مستوى دولي عادةً ما تمتلك مكاتب وفرق عمل في غالبية الدول التي تعمل وتبيع منتجاتها فيها، أو تقدم فيها خدماتها، أما اليوم – ومع انتشار الإنترنت – فلم يعد التسويق الدولي يتطلب التواجد في الدولة التي ترغب الشركة بالتوسع فيها، بل – وبشكل أصحّ – لم يعد التسويق الدولي حكراً على الشركات والمؤسسات الدولية الكبيرة فقط، بل أصبح بإمكان الجميع – حتى الشركات الصغيرة والمتوسطة – تبني هذا المفهوم في التسويق والترويج لأنشطتها على مستوى دولي خارج حدود الدولة الواحدة، خاصة أنه في بعض الظروف يُفرض على الشركة أو المشروع التوجّه نحو التسويق الدولي؛ ذلك أنه في الحالات التي لا تتوجه فيها المشاريع الصغيرة أو المتوسطة إلى التسويق الدولي وتَقصُر نشاطها على السوق المحلي فقط، تواجه منافسة قوية من الشركات والمؤسسات الدولية القادمة من الخارج، كما هو الأمر مع المتاجر الصغيرة والمتوسطة في الأسواق المحلية، والتي صارت تواجه منافسة قوية من المتاجر الكبيرة، مثل أمازون وسوق ونون، والمطاعم المحلية التي تواجه منافسة المطاعم الدولية، مثل KFC.

هذا النوع من المنافسة دفع الكثير من الشركات التي لم تكن تنوي التوجّه إلى الأسواق الدولية إلى إعادة التفكير في قرارها هذا، ومن ثم التوسّع في أعمالها لتغطي أسواقاً دولية، حتى تتمكّن من إثبات وجودها مقابل منافسيها الدوليين القادمين من الخارج.

هذا هو باختصار التسويق الدولي، والذي يعني الأنشطة التسويقية التي تستهدف أسواقاً دولية في بلدان مختلفة، وليس فقط السوق المحلي.

مفهوم التسويق الدولي ومعايير نجاحه - المرسال

لماذا يجب أن نستخدم التسويق الدولي؟

هناك العديد من الفوائد والمزايا التسويقية الدولية التي تحققها الشركات، إذا ما تم الاستخدام الصحيح لهذا التسويق، ومن أبرز هذه الفوائد:

  1. امتلاك مزايا تنافسية عالية مقارنة بالشركات التي يقتصر نشاطها على الأسواق المحلية.
  2. المساعدة في تحسين كفاءة الشركة، وهذا يشمل الكفاءة على مختلف الأصعدة، سواء من حيث الإنتاج والإدارة والأنشطة التسويقية المختلفة؛ لأن التسويق الدولي يؤدي إلى زيادة نمو الشركة، والمزيد من النمو يعني المزيد من الخبرة وفرص التعلم الأفضل، والاستفادة من العثرات.
  3. المساهمة في زيادة فرص العمل، والانتعاش الاقتصادي بشكل عام.
  4. سهولة الوصول إلى مزيد من الفئات المستهدفة، والتي يمكن أن تتحول إلى عملاء وزبائن.
  5. زيادة الوعي بالعلامة التجارية.

خاتمة:

بعد هذا التطور والتقدم المستمرين، أصبحت الميزة التنافسية تقاس بمدى القدرة على التطور والإبداع والابتكار والتجديد؛ ومواكبة ذلك كله لمتطلبات السوق الخارجية، مما فتح المجال أمام الكثير من الشركات للانغراس في السوق بشكل أكبر، ويعود الفضل في ذلك إلى التسويق الدولي الذي يُعدّ من أهم الاستراتيجيات لنجاح الشركات وتفوقها في الدخول إلى الأسواق الدولية، فالشركات التي تمتلك أدوات تسويقية متطورة قادرة على المنافسة بكفاءة عالية.