التسويق الشبكي

التسويق الشبكي Multi-level Marketing (MLM) :

يتم عن طريق تسويق المنتجات والخدمات إلى المستهلكين بشكل مباشر، وجهاً لوجه في مكان التصنيع، أو في أماكن أخرى بعيداً عن أماكن البيع بالتجزئة الدائمة.

وفي الحقيقة، نحن – أقصد الجمهور – نقوم يومياً بالتسويق الشبكي دون أن نشعر، وهذا مثال بسيط على ذلك: الكمبيوتر المحمول الذي تستخدمه في عملك، أو في دراستك، أو في منزلك، اشتريته من مكان معين، لكنه مرّ بعدة مراحل، حيث انتقل هذا الجهاز من مكان إلى مكان من لحظة خروجه من المصنع، وحتى وصوله إليك. (مراجعة المثال، هل فعلاً ينطبق على المطلوب ؟)

 فكل شركة تحتوي على خطين رئيسين:

  1. خط الإنتاج: والذي يمثل معمل الشركة، ويكون له 30% من سعر المنتج.
  2. خط التسويق: مهمته إيصال المنتجات إلى الجمهور حول العالم، فكل شركة يقوم خطها التسويقي بإيصال المنتجات إلى الوكلاء الرئيسيين الموجودين في كل قارة من قارات العالم، وهؤلاء الوكلاء الرئيسيون لديهم وكلاء فرعيون، وهم موزعون على بعض الدول يشترون منهم البضاعة، وهؤلاء أيضاً يوزعون البضاعة على تجار الجملة الذين يبيعونها بدورهم إلى المحال التجارية التي تشتري منها، وبالتالي عندما تشتري المنتج وترى أنه جيد ستوصي معارفك فيه، وتكون قد قمت بدعاية شفوية مجانية، لكن إذا رأيت إعلاناً لهذا المنتج لن تبدي أي أهمية.

 ثانياً: بداية التسويق الشبكي:

يعدّ التسويق الشبكي تسويقاً حديثاً، ولا يزيد عمره عن (55) سنة تقريباً، وأول ظهور له كان في أمريكا، وقد ظهرت أول شركة تعمل بنظام التسويق الشبكي في عام (1954م)، وهي شركة كاليفورنيا فايتمين، وهي شركة أمريكية متخصصة، بصناعة مواد التجميل والتنظيف.

وقد كان التسويق الشبكي في البداية بسيطاً، ولكنه تطوّر مع مرور الوقت شيئاً فشيئاً؛ حتى دخلت التكنولوجيا الحديثة في التسويق الشبكي.

وهناك أكثر من 20,000 شركة حول العالم تعمل بهذا النظام، مثل Microsoft وBMW  ، وغيرها من الشركات العالمية، ولهذا التسويق طرائق متعددة، وله أنواع كثيرة، وتستخدمه كثير من الشركات، سواء شركات المنتجات الغذائية، أو الصحية، أو الغذائية التكميلية، أو التجميلية، بل وحتى شركات الإلكترونيات والسيارات، وذلك لأنه أفضل من التسويق التقليدي بلا منازع؛ فهو يوفر للشركاتِ المبالغَ الطائلة والتكاليف الباهظة التي تخسرها في سبيل التسويق للمنتجات، وفي الوقت نفسه يوفر للمستهلك الأموال التي يدفعها هو من جيبه مقابل دعاية الموزعين في التسويق التقليدي؛ ففي التسويق التقليدي يكون المستهلك هو المشتري، وهو الذي يدفع تكاليف الدعاية – وهو لا يدري – ثم يدوس عليها بقدميه على الأرصفة والشوارع أو يرميها في سلة المهملات!!

وللتسويق الشبكي تسميات عديدة؛ مثل: البيع المباشر (وإن كان هو نوعاً من أنواعه)، أو التسويق المتعدد المستويات والطبقات، أو الذي يشتهر به (التسويق الشبكي).

ثالثاً: الفرق بين التسويق الشبكي والهرمي

يظن كثير من الناس أن التسويق الشبكي هو نفسه التسويق الهرمي، وهو في الحقيقة مختلف عنه؛ فالتسويق الهرمي قائم على الخداع والغش والغرر وأكل أموال الناس بالباطل، فهو نموذج عمل غير مستقر، هدفه جمع المال من أكبر عدد من المشتركين، بينما يكون المستفيد الأكبر هو المتواجد في رأس الهرم. 

يبدأ بشخص أو شركة في أعلى الهرم يتلّخص عملها في إقناع الشخص بالاشتراك أو المساهمة بمبلغ مالي، مع الوعد بإعطائه خدمات أو ربح رمزي إن استطاع إقناع الآخرين بالاشتراك بعده، وكلما زادت طبقات المشتركين حصل الأول على عمولات أكثر، وكل مشترك يقنع من بعده بالاشتراك مقابل العمولات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها إذا نجح في ضم مشتركين جدد يلونه في قائمة الأعضاء، ويقوم هذا المشروع على التركيز على عملية الانخراط وربطها بالبيع بغضّ النظر عن نوعية المنتج نفسه.

وقد مَنَعَتْ القوانين الدولية هذا النوع من التسويق (الهرمي)، فضلاً عن كونه محرّماً في الشريعة الإسلامية، أما التسويق الشبكي فهو قائم على الدعاية الشفوية، وعلى مبدأ الجُعالة في الفقه الإسلامي بعكس التسويق العادي، والذي يقوم على الدعاية والإعلانات المعروفة؛ سواء السمعية أو المرئية في التلفزيونات والإذاعات، أو المقروءة في الصحف والمجلات ولوحات الشوارع والبنايات أو الأوراق المفردة، وغير ذلك.

سادساً: المراحل التي يقوم عليها التسويق الشبكي

المرحلة الأولى:

هي مرحلة التعريف بالمنتج والعمل على تكوين قاعدة قوية من المستهلكين وإقناعهم بالمنتج إقناعاً كاملاً، ومعرفة كل ميزات وعيوب المنتج (إن وجدت عيوب) بشكل واضح ومحدّد. 

المرحلة الثانية:

تأتي المرحلة الثانية في النظام بعد التأكّد من نجاح المرحلة الأولى بشكل قوي وفعال؛ حيث إن المرحلة الثانية لا تبدأ إلا بعد التأكد تماماً من نجاح المنتج مع المستهلكين واقتناعهم التام به، والمرحلة الثانية هي: تعريف العملاء بنظام التسويق الشبكي، وشرح مزايا النظام وكيفية جذب العملاء ودعوتهم لشراء المنتج، والتعريف بسياسة الشركة والنظام الذي تتّبعه، وكيفيه تقسيم الشبكة – مجموعة المسوقين من المستهلكين – إذا كان ثنائياً أو أحادياً أو متعدد المستويات الخ …، وتوزيع الأرباح والمكافآت الشهرية أو السنوية حسب نظام الشركة والسياسة المتبعة بداخلها.

المرحلة الثالثة:

تبدأ المرحلة الثالثة بالتطبيق العملي للمرحلة الثانية؛ حيث يُقسَّم النظام الشبكي إلى شرائح، ويطلب من العميل أن يبدأ بتكوين الشريحة الأولى من الشبكة، وتكوين أول شبكة مباشرة له. (مراجعة الجملة الأخيرة)

المرحلة الرابعة:

يقوم راعي كل مجموعة بتدريب المجموعة التي يشرف عليها، ويقوم بعمل عروض داخلية تطبق داخل الشركة، وتكون أحياناً تابعة للراعي ومستقلة عن الشركة.

خاتمة:

يقوم التسويق الشبكي – في تسويق المنتجات والخدمات – على تحويل المستهلكين أنفسهم إلى مسوّقين أو موزعين؛ وذلك عن طريق تكوين مجموعة من الشبكات البشرية ينتشر عن طريقها المنتج بالاعتماد على ثقة الناس بعضهم ببعض.